يتكون التصوير الفوتوغرافي من استخدام الضوء وإسقاطه وتثبيته على شكل صورة داخل وسط حساس (مادي أو رقمي)، ليظهر بالشكل الأخير الذي نراه، فما هو التصوير الفوتوغرافي، وكيف نشأ وما هي هذه التقنية الفنية التي يمتهنها الملايين، بالإضافة إلى خصائصه وأنواعه الموجودة، “رسمات” تستعرض لكم ذلك في هذا الموضوع.

ما هو التصوير الفوتوغرافي؟
يُطلق “التصوير الفوتوغرافي” على تقنية وشكل فني يتكون من التقاط الصور باستخدام الضوء وعرضها وتثبيتها على وسط، وهذا الوسط يمكن أن يكون مادي أو رقمي، وكل عمليات التصوير تعتمد على نفس المبدأ وهو “الكاميرا المظلمة”، وهي أداة بصرية تتكون من حُجرة مظلمة تماماً مع فتحة صغيرة في أحد طرفيها، يدخل من خلالها الضوء ويَعرض على الخلفية المظلمة ظلال أو رسم لما يحدث خارج المقصورة ولكن بشكل معكوس، وهنا نذكر أن أول من أخترع هذه الأداة هو”ابن الهيثم”.
وفي حالة الكاميرات الحديثة، فالمبدأ هو نفسه تماماً، باستثناء أنها مزودة بعدسات لزيادة تركيز ما يتم عرضه، ومرايا لإعادة قلب الصورة المعروضة، وأخيراً شريط حساس للضوء (أو مستشعر رقمي مشابه)، والذي يلتقط الصورة ويحفظها، لتتمكن لاحقاً من طباعتها أو عرضها رقمياً.
والرسوم التي يتم الحصول عليها بهذه الطريقة تسمى الصور الفوتوغرافية، وهي نتيجة عقود من إتقان التقنيات والمواد الحساسة للضوء، حتى تحققت الجودة البصرية للكاميرات الحديثة، بالإضافة إلى ذلك، سمحت هذه التكنولوجيا بتطوير وتحسين تقنيات أخرى مماثلة، بما في ذلك التصوير السينمائي بالطبع.

بداية الكاميرات الفورية ومراحل تطورها
اخترع إدوين لاند أول كاميرا فورية للتصوير الفوتوغرافي وتم إنتاجها من شركة بولارويد في عام 1948.
ولكن قبل اختراع الكاميرا الفوتوغرافية الفورية، كانت هناك محاولات لالتقاط الصورة المرئية، باستخدام الحفر الهليوغرافي وأنماط تُسمى “الداجيرية”، وهي تقنيات جاءت قبل بداية القرن التاسع عشر وكانت ناجحة إلى حد ما في ذلك الوقت، لكنها كانت باهظة الثمن وتعرض الصور بشكل غير واضح تماماً.
وبعدها تم اختراع التصوير الفوتوغرافي على النحو الحديث خلال الإنتقال إلى المجتمع الصناعي، وذلك طاعة لروح العصر الذي كان يتتوق إلى الموضوعية وكل ما هو متطور.
ولقد وَرث التصوير الفوتوغرافي في البداية استخدامه للأفلام الفضية الحساسة للضوء من النمط الداجري، وتم تطويرها بعد ذلك بأبخرة الزئبق، لكن هذه كانت عناصر سامة وقد توصل العلماء والمخترعون المتعاقبون في القرن التاسع عشر إلى طُرق أفضل ونتائج أفضل، حتى ظهور ألواح البروميد في عام 1871، ثم الأفلام الفوتوغرافية التي استُخدمت أول مرة في كاميرات كوداك عام 1888.
بعد ذلك، لم تتوقف التقنية عن التطوير ففي عام 1907 أخترع الأخوين “أوغست ولويس لوميير” التصوير الفوتوغرافي الملون، وفي عام 1931 تم تحقيق أول فلاش إلكتروني، أما في عام 1948 تم إدخال صفائح البولارويد في عمليات التصوير، وفي عام 1990 تمت رقمنة التصوير الفوتوغرافي.
دور التصوير في المُجتمع الحديث
يلعب التصوير الفوتوغرافي دوراً وثائقياً وصحفياً مهماً اليوم، لأنه يسمح بالتقاط صور حقيقية وإعادة إنتاجها في الوسائط المادية أو الرقمية، وبالتالي القدرة على مراقبة الأحداث التي حدثت في أماكن أو أوقات تاريخية أخرى.
ولا يمكن فصل الصحافة والعلوم والتاريخ اليوم عن التصوير الفوتوغرافي، فكانت ألبومات و إطارات الصور متاحة في أي منزل في القرن العشرين وحتى في القرن الحادي والعشرين، والآن أختلفت أماكن تجميع الصور فقد أصبحت رقمية ويتم تجميعها في الأقراص الصلبة للكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو حتى الشبكات الإجتماعية.
ومن ناحية أخرى، فقد وجدت الجغرافيا وعلم الفلك والعلوم التطبيقية الأخرى في التصوير الفوتوغرافي فرصة لالتقاط وتقريب صور الأشياء البعيدة أو الصغيرة جداً، وبالتالي القدرة على نشرها في نطاق واسع.
أنواع التصوير الفوتوغرافي

حسب طبيعة الشيء المصور يمكننا تقسيم التصوير الفوتوغرافي إلى:
- التصوير الإعلاني، وهو بمثابة إعلان أو ترويج للمنتجات الإستهلاكية، مهما كان نوعها، وغالباً ما يكون الهدف من ذلك التدخل هو الترويج أو “التصحيحات” لمعلومة مغلوطة عن منتج أو خدمة ما.
- تصوير الأزياء، وهو ذلك النوع الذي يتواجد في الاحتفالات والعروض الفنية وأحداث الموضة وغيرها، للتركيز على طريقة ارتداء الملابس والمظهر العام.
- التصوير الوثائقي، يُطلق عليه أيضاً إسم التاريخي أو الصحفي، ويتم إجراؤه لأغراض إعلامية أو تعليمية، أي كجزء من نقل رسالة.
- تصوير المناظر الطبيعية، الذي يتم فيه التقاط الصور لإظهار الطبيعة في أبهى حلتها، ويتم إتخاذ اللقطات جوياً أو تحت الماء، وعلى سطح الأرض، وعادة ما تكون الصور واسعة للغاية ومليئة بالألوان.
- التصوير العلمي، تلك الصور التي يتخذها علماء الطبيعة من خلال التلسكوبات والمجاهر وغيرها من الأدوات، لإظهار ما لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة.
- التصوير الفني، الشخص الذي يسعى إلى تحقيق أغراض جمالية، مثل، الصور الشخصية، والمونتاج، والتركيبات، وما إلى ذلك.
التصوير فن ومهنة
لم يكن التصوير الفوتوغرافي في البداية يُعتبر فناً، نظراً لأنه كان يفتقر في بداياته إلى الإنتشار والقبول، وكانوا قديماً يُفضلون الرسم كوسيلة فنية لتمثيل الواقع.
ومع ذلك، وطوال القرن العشرين، تطور التصوير وتم إدخال اتجاهات جمالية جديدة فتحت المجال لفن التصوير لإظهار إمكاناته الذاتية، حيث كان يُعتقد أنه لا يفعل شيئاً أكثر من إظهار الأشياء الموضوعة أمام الكاميرا، ولكنه الآن أصبح يمثل أكثر من ذلك بكثير
ونحن هنا في رسمات نعلم ما يمثله التصوير لك، ولدينا دراية تامة بتقنيات التصوير ونمتلك أفضل الأدوات، للحجز والاستعلام أضفط (هنا)